تواصل شركة البرمجيات الأمريكية العملاقة "مايكروسوفت كورب" اختبارات على نظاراتها "هالو لينس" الحديثة التي تستخدم تكنولوجيا الواقع المعزز لتحديد مدى إمكانية استخدامها نظارات قتال لصالح الجيش الأمريكي منذ الفترة من 23 مايو 2022 ، تحت إشراف مكتب الاختبارات بوزارة الدفاع الأمريكية لتحديد ما إذا كانت هذه النظارات أصبحت جاهزة لكي تدخل مرحلة الإنتاج واسع النطاق وبدء استخدامها مع الجنود.
وكانت شركة "مايكروسوفت" قد فازت بصفقة تصل قيمتها إلى 21.9 مليار دولار لتزويد قوات المشاة القتالية للجيش الأمريكي بأجهزة رأس متطورة مدمجة بتقنية الواقع المعزز، ما يدعم موقع شركة التكنولوجيا كمورد حكومي رئيسي.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أشارت وكالة "بلومبرج" للأنباء إلى أن مشروع تطوير نظارات القتال الحديثة الذي تنفذه مايكروسوفت يستهدف إنتاج "شاشة عرض محمولة على الرأس" للقوات البرية الأمريكية تشبه تلك التي يستخدمها طيارو المقاتلات.. ويحمل المشروع اسم "نظام الرؤية المعزز المتكامل" وسيتيح لقادة القوات عرض المعلومات على شاشة صغيرة محمولة على رأس الجندي ومثبتة أمام وجهه. كما يتضمن خصائص أخرى مثل تكنولوجيا الرؤية الليلة.
مبشرة .. ولكن
حتى الآن يرى مكتب الاختبارات في وزارة الدفاع والجيش الأمريكي أن هذه النظارات تبدو مبشرة، لكنها ليست جاهزة للاستخدام الفعلي مع القوات المقاتلة، وتقرر تأجيل نشرها في الميدان انتظاراً لنتائج الاختبار المقرر.. وقالت كريستين وورموث وزيرة الجيش أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي "سندرس نتائج هذه الاختبارات بدقة لكي نحدد وبشكل نهائي إلى أين نتجه… نحن نتعاون بشكل وثيق مع مايكروسوفت.. واعتقد أن هذا البرنامج يسير في الطريق الصحيح".
منصة تحويلية
من ناحيته قال مسؤول في مايكروسوفت إن الشركة تواصل تطوير النظارات باعتبارها "منصة تحويلية" ستحسن عوامل سلامة وفاعلية الجنود. ولم يشر المسؤول إلى القيمة المحتملة للعقد مع وزارة الدفاع الأمريكية، في حين أن القيمة التقديرية الأولية للمشروع تبلغ 1.3 مليار دولار.. وقالت جيسكا ماكسويل المتحدثة باسم مكتب الاختبارات في وزارة الدفاع إن الاختبار الذي يستمر شهرا يستهدف معرفة ما إذا كانت وحدة المشاة المزودة بهذه النظارات ستكون قادرة على أداء مهامها في ظروف مماثلة لظروف القتال الفعلي، وتحديد مدى كفاءتها في المهام المميتة للجنود مع استمرار القادة في الوعي الكامل بالموقف وقدرتهم على اتخاذ القرارات الصحيحة.
تقنية الواقع المعزز
تتضمن أجهزة الرأس من "مايكروسوفت" تقنية الواقع المعزز "هولولينز" HoloLens، التي ظهرت لأول مرة عام 2016، والتي يمكنها تثبيت الصور الافتراضية على المناظر الحقيقية، كما أنها مدعمة بخدمة "مايكروسوفت أزور" للحوسبة الحسابية، ما يجعلها قادرة على تركيب محتوى رقمي على الشخص الحقيقي.. وبحسب التقارير، فإنه من المقرر تسليم أكثر من 120 ألف وحدة من الأجهزة المتطورة خلال فترة 10 سنوات.. وقالت الشركة إن أجهزة الرأس هذه ستعمل على برامج "مايكروسوفت"، وستساعد في الحفاظ على جنود الولايات المتحدة أكثر أماناً بالإضافة إلى جعلهم أكثر فعالية، وذلك جزئياً من خلال تعزيز وعيهم بالظروف المحيطة بهم وتوفير فرص التدريب.. وصممت شركات التكنولوجيا في الأصل مثل هذه الأجهزة أو النظارات لألعاب الفيديو والصناعات الترفيهية، لكنها عززت استخدامات أخرى لها بشكل متزايد.
تقنية للرؤية المتكاملة
وكانت "مايكروسوفت"، قد فازت أيضاً بعقد مع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، في نوفمبر 2018، لتزويد الجيش الأمريكي بمنظومة تقنية للرؤية المعززة والمتكاملة ضمن المزيد من التقنيات الحديثة التي يمكن استخدامها في المعارك المستقبلية.
وتضمن العقد تزويد الجيش بما لا يقل عن 2500 نموذج أولي لنظارات الواقع المعزز التي تعرض رقمياً معلومات مرتبطة بالسياق أمام أعين مستخدميها.. ويقول مسؤولون في الجيش إنه من المقرر استخدام تلك الأجهزة في المعارك وفي التدريب لتحسين قدرات "الفتك والتحرك والوعي بالمواقف" لدى الجنود.
تصوير حراري
وتبدو نظارات "هولولينز 2"، لمرتديها وكأنه داخل اللعبة الواقعية "كول أوف ديوتي".. فإذا نظر الجندي إلى الأسفل ستعرض له النظارة موقع فرقته على الخريطة، أما إذا نظر إلى الأعلى فستظهر بوصلة لتشير إلى موقعه وإحداثياته بدقة، والأمر ذاته ينطبق على النظر عبر منظار السلاح.. تعتمد نظارات "هولولينز 2" على التصوير الحراري بكاميرات متطورة، وهو ما يساعد على الرؤية في الظلام بدون توهج كبير كما هو الحال في نظارات الرؤية الليلية. كما تمد هذه النظارات بالمعلومات التي تؤدي إلى تحسين الأداء مثل ضربات القلب.
وتعد نظارات "هولولينز 2" الحالية كبيرة الحجم بحيث من الصعب أن تعمل بجانب الخوذات، ولذلك يتم تحسينها حالياً. ومن المتوقع أن تدخل هذه النظارات التي يتم تحسينها الخدمة عام 2023.. ولطالما اعتمد الجيش على أدوات تحسين الرؤية مثل نظارات الرؤية الليلية لتحسين الفعالية القتالية. لكن هذه الميزة تضاءلت، لأن مثل هذه المعدات أصبحت متاحة على نطاق واسع، مما زاد من الضغط لإيجاد ميزة تكنولوجية جديدة.